السوق ، وحملت غزالة ومن معها من النساء ، وبقي القتال مستمرا إلى اللّيل ، فانهزم الحجّاج ، وتحصن بقصر الإمارة ، وقتلت في تلك المعركة (غزالة) (١) وكذلك (جهيرة) وقتل أيضا (مصاد) أخو شبيب. وعند اللّيل هرب شبيب إلى (الأنبار) فتبعه أصحاب الحجّاج إلى هناك ، فهرب شبيب إلى كرمان ، فلاحقته جيوش الحجّاج ، وعند ما أراد شبيب أن يعبر جسر نهر (دجيل) (٢) سقط مع فرسه في الماء ، فقال له بعض أصحابه : (أغرقا يا أمير المؤمنين)؟
فقال شبيب : (ذلك تقدير العزيز العليم) ، ثمّ غرق شبيب في الماء ، وذلك لثقل الحديد (من درع وغيره) ثمّ أخرج من الماء (ميتا) وأرسل إلى الحجّاج فأمر الحجّاج بشق بطنه واستخراج قلبه. (٣)
مات شبيب الخارجيّ (غرقا) سنة (٧٧) للهجرة وقيل سنة (٧٨) (٤) للهجرة. وقال أحد الأسرى عند ما جيء به إلى الحجّاج : (٥)
أبرء إلى الله من عمرو ومن شيعته |
|
ومن عليّ ومن أصحاب صفّين |
ومن معاوية الغاوي وشيعته |
|
لا بارك الله في القوم الميامين |
وقيل عند ما هرب الحجّاج من شبيب الخارجيّ ، وتحصّن في قصر الإمارة ، جاء شبيب ووقف على باب القصر ونادى : (يا عدوّ الله ، يا ابن أبي زعال ، يا أخا ثمود ، أخرج الينا). وكان الحجّاج يسمعه ، ويقول لأصحابه : (لا تكلّموهم ، فلعلّ الله أن يكفينا أمرهم). فسمعه رجل من الخوارج
__________________
(١) رضوان دعبول ـ تراجم أعلام النساء. ص ٣١٧. (قتلها خالد بن عتاب الرياحي).
(٢) نهر دجيل : ويوجد نهران بهذا الإسم : أحدهما في الأهواز ويصب في الخليج الفارسيّ ، والثاني في الأنبار.
(٣) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٤ / ١٤٩.
(٤) تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ٣٥٥. وتاريخ اليعقوبي. ج ٣ / ٢٠. وابن العماد ـ الشذرات. ج ١ / ٨٣. والزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٣٢٩ ، وترتيب الأعلام على الأعوام. ج ١ / ١٥٤.
(٥) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٧ / ٩٢.