لمحاربة شبيب سنة (٧٦) (١) للهجرة.
وكان عتاب بن ورقاء أميرا على أصبهان سنة (٦٥) للهجرة في خلافة عبد الله بن الزبير ، وقيل إنّ الّذي ولّاه أصبهان هو مصعب بن الزبير (أخو عبد الله بن الزبير) وتولّى عتاب أيضا إمارة المدائن. (٢)
وعند ما كان عتاب أميرا على أصبهان ، جاء الخوارج اليها فحاصروها ، فأخذ عتاب يقاتلهم على باب المدينة ، ويرمون الخوارج بالنبال والحجارة من خلف السور ، وكان مع عتاب رجل من حضرموت يقال له (أبو هريرة) فكان هذا يحمل على الخوارج ويقول : (٣)
كيف ترون يا كلّاب النار |
|
شدّ أبي هريرة الهرار |
يهرّكم بالليل والنهار |
|
يا أبن أبي الماحوز (٤) والأشرار |
كيف ترى حربي على المضمار |
ولمّا طال الحصار على عتاب بن ورقاء ، خطب في أصحابه قائلا : (أيّها الناس ، قد نزل بكم من الجهد ما ترون ، وما بقي إلّا أن يموت أحدكم على فراشه ، فيدفنه أخوه إن استطاع ، ثمّ يموت هو فلا يجد من يدفنه ، ولا يصلي عليه ، والله ما أنتم بقليل ، وإنّكم الفرسان ، فاخرجوا بنا إلى هؤلاء ، وبكم قوّة وحياة).
ثمّ أنّ الخوارج بعد أن قتل ابن ماحوز أو (ماجور) جعلوا عليهم (قطري بن الفجاءه) أميرا. (٥)
__________________
(١) ابن بكار ـ الأخبار الموفقيات. ص ٥٢٩. وابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ٨ / ٢٦١. والزركلي ـ ترتيب الأعلام على الأعوام. ج ١ / ١٥٤.
(٢) نفس المصادر السابقة.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٢٨٦.
(٤) ابن الماحوز : أمير الخوارج.
(٥) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ٨ / ٢٦١.