سباع العرب). فقال له عبد الرحمن : (أنا أعلم بهم منك ، وهم أهون عليّ من ضرطة الجمل) ، ولمّا سمع الخوارج ذلك الكلام قال شاعرهم : (١)
يا طالب الحقّ لا تستهو بالأمل |
|
فإنّ من دون ما تهوى مدى الأجل |
واعمل لربك واسأله مثوبته |
|
فإنّ تقواه فاعلم أفضل العمل |
واغز المخانيث في الماذي معلمة |
|
كيما تصبح غدوا ضرطة الجمل |
ولمّا اشتدّ القتال بين الأزارقة وبين عبد الرحمن بن الأشعث قتل قطري بن الفجائة خمسمائة رجل من أصحاب ابن الأشعث ، عندها ولّى ابن الأشعث منهزما فقال فيه الشاعر : (٢)
تركت ولداننا تدمي نحورهم |
|
وجئت منهزما يا ضرطة الجمل |
وفي سنة (٨٠) للهجرة ولّاه الحجّاج إمارة (سجستان) وأمره بمحاربة (روتيبل) ملك كابل (صاحب الترك). فخرج عبد الرحمن بن الأشعث من الكوفة ومعه فرسان العراق حتّى وصل إلى فارس ، فحصلت معركة بينه وبين (هميان بن عديّ السدوسيّ) العامل على خراسان ، فقتل ابن الأشعث الكثير من أصحاب (هميان) وأرسل برؤوسهم إلى الحجّاج. (٣)
ثمّ واصل ابن الأشعث سيره حتّى وصل إلى (كرمان) فكتب إلى (روتيبل) يهدّده ويتوعّده بالقتل والسبي ، وأخذ الأموال ، فكتب (رتيبل) ردّا إلى ابن الأشعث يقول : (أيّها الأمير إنه لم يدعني إلى قتال أصحابك إلّا ما حملوني عليه ، وما بدأوني به من الغدر وسوء السيرة ، ولو لا ذلك لم أفعل ما فعلت وأنا نازل ما أحببت وغير مخالف أيّها الأمير فيما أردت
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٦ / ١٧٢.
(٢) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ٥ / ١٤٢.
(٣) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٥ / ١١٥.