بأحدهما لكتبت إليّ ، أذكرا أو أنثى ، ولو كتبت اليك بأحدهما ، لكتبت إليّ أصغيرا أو كبيرا؟ فإذا كتبت اليك في مظلمة ، فنفذ أمري ولا تراجعني فيها). (١)
وكتب إليه عمر بن عبد العزيز أيضا : (قسّم في ولدي عليّ بن أبي طالب عشرة آلاف دينار ، فكتب إليه عبد الحميد : إنّ عليا قد ولد في عدة قبائل من قريش ، ففي أي ولده؟
فكتب إليه عمر بن عبد العزيز : لو كتبت اليك في شاة تذبحها ، لكتبت إليّ : أسوداء هي أو بيضاء ، فإذا أتاك كتابي هذا فاقسم في ولد عليّ من فاطمة (رضوان الله عليهم) ، عشرة آلاف دينار ، فطالما تخطتهم حقوقهم ، والسلام). (٢)
مات عبد الحميد في حرّان سنة (١١٠) للهجرة ، وقيل سنة (١١٥) (٣) في خلافة هشام بن عبد الملك.
٥٤ ـ عدي بن أرطأة :
هو : عدي بن أرطأة وقيل ابن أبي أرطأة الفزاري ، وكنيته : أبو وائلة ، من أهل دمشق.
ولّاه الخليفة عمر بن عبد العزيز إمارة العراقين (الكوفة والبصرة) سنة (٩٩) (٤) للهجرة وأمره بمحاربة يزيد بن المهلّب ، وأن يأخذ منه جميع
__________________
(١) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ٣ / ٩. والجاحظ ـ البيان والتبيين. ج ٢ / ٨٠.
(٢) المسعودي ـ مروج الذهب. ج ٣ / ١٨٤.
(٣) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٥ / ١٤٩. وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ١٤ / ١٧٣. والزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٢٨٦. والزركلي ـ ترتيب الأعلام على الأعوام. ج ١ / ١٨١.
(٤) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٧ / ٣١٩ / و٣١٢.