أمير المؤمنين وأنت برّ |
|
أمين لست بالطبع الحريص |
أأطعمت العراق ورافديه |
|
فزاريا أحذ يد القميص |
تفهّق بالعراق أبو المثنى |
|
وعلّم قومه أكل الخبيص |
ولم يكن قبلها راعي مخاضا |
|
ليأمنه على وركي قلوصي |
وكان شريك النميري (وقيل سنان بن مكحل النميري) يساير عمر بن هبيرة ذات يوم وهو على بغلته فسبقت بغلته بغلة ابن هبيرة ، فقال له ابن هبيرة : (غضّ من بغلتك). (١) فقال له شريك : (إنّها مكتوبة). فقال ابن هبيرة : ما قصدت ذلك. فقال شريك : ولا أنا أردته. فظن شريك أن عمر أراد بقوله (غض من بغلتك) قول جرير :
فغض الطرف إنّك من نمير |
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا |
وقصد شريك بقوله (إنّها مكتوبة) قول سالم بن داره :
لا تأمننّ فزاريا خلوت به |
|
على قلوصك واكتبها (٢) بأسيار |
وكان أبو دلامة (٣) ، قد مدح عمر بن هبيرة أيّام ظهور الدعوة العباسية (لأتخذنّ لك منهم عبدا صالحا يخدمك). ولمّا انتهت الدولة الأموية وجاءت الدولة العباسيّة ، قال أبو دلامة : (ليت الله قيّض لي منهم مولى صالحا أخدمه). وعند ما أراد عمر بن هبيرة أن يرسل الحكم بن عبدل غازيا فاعتذر عليه بوجود عاهة لديه فجيء بابن عبدل ونزعت ملابسه وتبين أنّه أعرج فعفا عنه وجعله من حاشيته ، فقال ابن عبدل : (٤)
لعمري لقد جردتني فوجدتني |
|
كثير العيوب سيء المتجرد |
__________________
(١) ابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ٢ / ٢٠٣.
(٢) أكتبها : شدّها.
(٣) أبو دلامة : هو زند بن الجون ، شاعر كوفي من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.
(٤) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٢ / ٤١٧.