وثورة ، لا يصبرون على طعام واحد ، ولا يطيقون الهدوء والسلام (١).
وعند ما أراد عثمان بن عفّان عزله عن الكوفة ، قال له أهل الكوفة : أقم معنا ولا تخرج ، ونحن سوف نحميك من أيّ مكروه يصل إليك (٢).
وعند ما كان عبد الله بن مسعود على بيت مال الكوفة (وكان أمير الكوفة آنذاك الوليد بن عقبة بن أبي معيط) خرج إلى المسجد وقال : (يا أهل الكوفة ، فقدت من بيت مالكم مائة ألف ، لم يأتيني بها كتاب من أمير المؤمنين ، ولم يكتب لي بها براءة) (٣). فكتب الوليد بن عقبة إلى عثمان بن عفّان يخبره بذلك ، فأمر عثمان بعزل عبد الله بن مسعود (٤).
ولمّا رجع عبد الله بن مسعود إلى المدينة ، حصل خلاف بينه وبين عثمان بن عفّان ، فقطع عنه عثمان راتبه ومعاشه من بيت المال ، ومع ذلك لم يقل في عثمان كلمة سوء واحدة (٥).
وكان عبد الله بن مسعود ، قد حفظ القرآن ، وحسن قراءته ، حتّى قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عنه : (من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أمّ عبد) (٦). ودعاه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما وقال له : (إقرأ عليّ يا عبد الله) ، فقال عبد الله : (أقرأ عليك ، وعليك أنزل يا رسول الله؟!) (٧).
فأخذ ابن مسعود يقرأ من سورة النساء حتّى وصل إلى قوله تعالى : (فكيف إذا جئنا من كلّ أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. يومئذ
__________________
(١) خالد محمّد خالد ـ رجال حول الرسول. ج ٢ / ٥٣.
(٢) المصدر السابق. ج ٢ / ٥٤.
(٣) ابن عبد ربه ـ العقد الفريد. ج ٤ / ٣٠٦.
(٤) نفس المصدر أعلاه.
(٥) خالد محمّد خالد ـ رجال حول الرسول. ج ٢ / ٥٤.
(٦) المصدر السابق ج ٢ / ٤٦.
(٧) نفس المصدر أعلاه.