ينكشف ويفتضح قال لأصحابه : (إنّي أكره سفك الدماء ، فكفّوا أيديكم). (١) ثمّ تمكّن إبراهيم بن المهديّ من الهرب واختفى.
وقيل : لمّا مات يزيد بن الوليد ، بايع الناس أخاه إبراهيم بن الوليد ، ثمّ دارت الحرب بين إبراهيم بن الوليد وبين مروان بن محمّد ، فانهزم فيها إبراهيم بن الوليد وانهزم أيضا إسماعيل بن عبد الله القسريّ حتّى وصل إلى الكوفة ، وقال لليمانيّة : بأن إبراهيم بن الوليد قد ولّاه العراق كما ذكرنا آنفا. (٢)
وعند ما ثار عبد الله بالكوفة سنة (١٢٧) للهجرة ، بايعه الناس وكان ممّن بايعه : إسماعيل بن عبد الله القسريّ ، وعمر بن الغضبان القبعثري ، ومنصور بن جمهور ، وكثير من أهل الشام الموجودين في الكوفة. (٣)
ولمّا جاء الضحّاك بن قيس الشيبانيّ وحاصر الكوفة ، ذهب عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز وجماعته إلى (واسط) والتحق النضر بن سعيد الحرشي وإسماعيل بن عبد الله القسريّ وجماعته من المضرّيين بمروان بن محمّد ، وانظموا إليه. (٤)
وحينما وصل مروان بن محمّد إلى مدينة (حرّان) أرسل إسماعيل القسريّ وقال له : يا أبا هاشم ، إنّك قد رأيت ما نزل بنا من الأمر ، وأنت الموثوق برأيه ، فما هو رأيك؟ فإنّي قد قرّرت أن أرتحل بأهلي وولدي وخاصّة أهل بيتي ومن اتبعني من أصحابي وأذهب إلى (ملك الروم) فآخذ لي منه الأمان والعهود ، ثمّ بعد أن يكثر عدد جنودي من الّذين يلتحقون بي ، سوف أتمكّن من محاربة عدوّيّ ، فقال له إسماعيل القسريّ : (يا أمير
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٧ / ٣٠٤. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٣٢٤.
(٢) تاريخ الطبرى. ج ٧ / ٣٠٦
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) المصدر اعلاه. ج ٧ / ٣١٧.