معسكره ، فقال أبو جعفر المنصور : (لا يعزّ ملك يكون فيه مثل هذا).
وقيل : إن أبا العباس السفّاح ، طلب من أخيه أبي جعفر المنصور ، أن يقتل يزيد بن هبيرة ، على الرغم من إعطائه الأمان (وقبل أن يجف مداد ذلك الأمان) ، وقيل إنّ أبا مسلم الخراساني هو الّذي أشار على السفّاح بقتل ابن هبيرة ، وقال له : إنّ الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد ، لا والله ، لا يصلح أمر فيه ابن هبيرة). وكان أبو جعفر المنصور لا يرغب بقتل ابن هبيرة. (١)
وبعد إلحاح من السفّاح على قتل ابن هبيرة ، أوعز أبو جعفر المنصور إلى بعض أتباعه بقتل ابن هبيرة ، فقتلوه ليلا ، وعند خروجه من أبي جعفر المنصور. (٢)
قتل يزيد بن عمر بن هبيرة في (واسط) في يوم الأثنين في السابع عشر من شهر ذي القعدة من سنة (١٣٢) (٣) للهجرة ، وكان عمره حوالي (٤٠) سنة وقيل كان عمره (٤٨) (٤) سنة وقتل معه ابنه (داود) وجماعة من أصحابه ومواليه. وقال أبو العطاء (٥) السندي يرثي ابن هبيرة : (٦)
ألا أنّ عينا لم تجد يوم واسط |
|
عليك بجاري دمعها لجمود |
عشية قام النائحات وصفقت |
|
أكفّ بأيدي مأتم وخدود (٧) |
__________________
(١) حسن إبراهيم حسن ـ تاريخ اسلام. ج ٢ / ٢٨.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ٤٠٩. وابن قتيبة ـ الإمامة والسياسة. ج ٢ / ١٦٨. وابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٨ / ٢٠٥. والذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٦ / ٢٠٨. وابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١٠ / ٥٥. وعبد القادر البغدادي ـ خزانة الأدب. ج ٩ / ٥٤٠.
(٣) نفس المصدر أعلاه.
(٤) الترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلاميّ. ج ٢ / ٨٤٤.
(٥) أبو العطاء : وأسمه : أفلح بن يسار الأسديّ ، كوفي ، شاعر مخضرم ، وقيل إنّ هذه الأبيات لمعن بن زائدة.
(٦) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٤٤٢. وابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٦ / ٣١٧.
(٧) جاء هذا البيت في أمالي المرتضى. ج ١ / ٢٢٣ على الشكل الآتي : ـ
عشية قام النائحات وشققت |
|
جيوب بأيدي مأتم وخدود |