الرشيد.
ولم يتّفق مثل هذا لأيّ أمير ، إلّا لأبي موسى الأشعري ، فقد عمل : للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأبي بكر الصديق ، ولعمر بن الخطاب ، ولعثمان بن عفان ، وللإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
وخطب روح بن حاتم ذات يوم ، ولمّا رأى كثرة الناس تلعثم ، ولا يدري ما ذا يقول : فقال : نكسوا رؤوسكم ، وغضوا أبصاركم ، فإن المنبر ، مركب صعب ، وإذا يسّر الله فتح قفل تيسر (١).
وجيء بلص إلى روح بن حاتم ، فأمر بقتله. فقال اللصّ : يا أمير ، لي عندك يد بيضاء. فقال روح : وما هي؟ قال اللصّ : إنّك جئت يوما إلى مجمع موالينا بني نهشل ، والمجلس محتفل فلم تجد مكانا لتجلس فيه ، فقمت لك من مكاني حتّى جلست فيه ، ولو لا كرمك وشرفك ، ما ذكّرتك هذه عند مثل هذا. فقال روح : صدق وأمر بإطلاقه ، ثمّ ولّاه تلك الناحية ، وضمنه إيّاها (٢).
وكان بشار بن برد ، قد هجا روح بن حاتم ، فلما سمع روح بذلك هدده وتوعّده وحينما سمع بشار ذلك قال (٣) :
تهدّدني أبو خلف |
|
وعن أوتاره ناما |
بسيف لأبي صفر |
|
ة لا يقطع إبهاما |
كأنّ الورس يعلوه |
|
إذا ما صدره قاما |
وعند سماعه بهذه الآبيات ، قال روح : كلّ مالي صدقة ، إن وقعت
__________________
(١) ابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ٢ / ٢٥٨ والقرطبي ـ بهجة المجالس. ج ١٠ / ٧٥ والجاحظ ـ البيان والتبيين. ص ٢٤٩.
(٢) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ٢ / ١٧٢.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٣ / ٢١٦.