عيني عليه لأضربنّه ضربة بالسيف ، ولو كان بين يدي الخليفة.
فلمّا سمع بشار بذلك ، ذهب إلى الخليفة (المهدي) واستجار به ، فأجاره ، ثمّ أرسل المهدي إلى روح فجيء به في الحال ، فقال له المهدي : يا روح إنّي بعثت إليك في حاجة. فقال روح : أنا عبدك يا أمير المؤمنين ، فقل ما شئت ما عدا بشار فإنّي قد حلفت في أمره يمينا قاطعا.
عندها أمر المهدي بإحضار القضاة والفقهاء ، فاتفقوا على أن يضربه بعرض السيف ، ثمّ استلّ روح سيفه ، وضرب بشار بعرض سيفه ، فقال بشار : (أوّه بإسم الله) فضحك المهدي وقال له : (ويلك يا هذا ، فقد ضربك بعرضه فكيف بك لو ضربك بحدّه).
ورأى رجل روح بن حاتم ، وهو واقف في الشمس على باب المنصور فقال له : (قد طال وقوفك في الشمس؟) فقال له روح : (ليطول وقوفي في الظلّ) (١).
وعند ما كان روح بن حاتم أميرا على البصرة ، ذهب لمحاربة الجيوش الخراسانية ، ومعه أبو دلامة ، فخرج مبارز من صفوف العدّو ، وطلب مبارزته ، فخرج إليه جماعة من أصحاب روح فقتلهم ذلك المبارز تباعا ، عندها طلب روح من أبي دلامة أن يخرج لمبارزته ، فامتنع أبو دلامة ، ولكن روح أمره أن يخرج لمبارزته فقال أبو دلامة (٢) :
إنّي أعوذ بروح أن يقدّمني |
|
إلى قتال فيخزي بي بنو أسد |
آل المهلّب حبّ الموت أورثكم |
|
ولم أرث أنا حبّ الموت من أحد |
إن الدنو إلى الأعداء أعلمه |
|
مما يفرّق بين الروح والجسد |
__________________
(١) ابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ١ / ٢٣٥ والمبرد ـ الكامل. ج ١ / ٢١٢.
(٢) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٠ / ٢٤٤ وابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٢ / ٣٢٣ وعبد القادر بدران ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر. ص ٣٣٩.