حبيب) فاجتمع مع ابن طباطبا ، وعرض عليه الثورة على بني العبّاس ، فوعده باستشارة أنصاره في الكوفة.
ولمّا استقرت الأوضاع بالعراق سنة (١٩٨) للهجرة (أي بعد مقتل الأمين) أخذ الناس يتحدّثون بأن الفضل بن سهل ، قد سيطر على المأمون ، واستبدّ بإدارة شؤون البلاد (١).
ثمّ ذهب نصر بن حبيب في هذه سنة (أعني سنة ١٩٨ للهجرة) إلى مكّة وزار محمّد بن طباطبا في بيته بالمدينة ، وحرّضه على الثورة وأخبره بأن أهل الكوفة سيوفا حداد ، وسواعد شداد ، تنتظر قدومه.
فذهب محمّد بن طباطبا إلى الكوفة ، وكتم أمر دخوله فبايعه (١٢٠) رجلا ، ثمّ ذهب ابن طباطبا إلى الجزيرة ، فأستقبله نصر بن حبيب أو (شبيب) وقد أختلف أصحابه ، وفترت عزيمة (نصر) فقرر ابن طباطبا العودة إلى المدينة.
وأثناء عودته إلى المدينة ، لقيه في الطريق أبو السرايا (٢) فبايعه أبو السرايا فعاد ابن طباطبا إلى الكوفة.
ثمّ ثار محمّد بن إبراهيم بالكوفة في شهر جمادي الأول من سنة (١٩٩) (٣) للهجرة ، يدعو إلى الرضا من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم والعمل بالكتاب
__________________
(١) الزركلي ـ الأعلام. ج ٦ / ١٨٢.
(٢) أبو السرايا ـ وأسمه : السري بن منصور ، وهو من الثائرين على بني العبّاس وكان القيم بأمر ابن طباطبا في الحرب وتدبيرها ، وقيادة الجيش.
(٣) تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ٤٦٩ وابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٨ / ٣١٢ وتاريخ الطبري. ج ٨ / ٥٢٨ وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ١٠ / ٧٣ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٣٠٢ والذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ١٣ / ٧٠ وأبو المجالس ـ النجوم الزاهرة. ج ٢ / ١٦٤ وعارف ـ الجوهر الشفاف. ج ١ / ١٧ والزركلي ـ الأعلام. ج ٦ / ١٨٢ ومحمّد مختار باشا ـ التوفيقات الإلهامية. ج ١ / ٢٣١ وابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١٠ / ٢٤٤.