إبراهيم (١).
بويع إبراهيم بن المهدي في بغداد بالخلافة ، وخلع المأمون ، وذلك يوم الجمعة في الخامس من شهر محرم من سنة (٢٠٢) للهجرة ، ولقب (بالمبارك) ثمّ استولى على الكوفة وعلى السواد كلّه ، وعسكر في المدائن ، وولّى العبّاس ابن موسى الهادي على الجانب الغربي من بغداد ، وولّى أخاه إسحاق بن موسى على الجانب الشرقي منها (٢).
ثمّ رجع إبراهيم بن المهدي إلى بغداد ، وأقام فيها ، وكان الحسن بن سهل يقيم في واسط (خليفة) المأمون فيها ، والمأمون في خراسان.
وبقي إبراهيم المهدي مقيما في بغداد ، ويدعى (أمير المؤمنين) ويخطب على المنابر ثمّ جرت حروب بين أصحاب إبراهيم وأصحاب المأمون ، وكان شعار أصحاب إبراهيم (السواد) وشعار أصحاب المأمون (الخضرة) واستمر القتال بينهما إلى أواخر سنة (٢٠٢) (٣) للهجرة.
ولمّا علم المأمون بما أصاب وبما وصلت إليه الحال في بغداد من الاضطراب ، وتغيير الأوضاع ، ذهب إلى بغداد (بعد أن أوعز بقتل الفضل بن سهل) ثمّ بعد ذلك حدثت وفاة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام (٤).
ولمّا وصل المأمون إلى بغداد ، اختفى إبراهيم بن المهدي مدّة ستّ سنين وأربعة أشهر وعشرة أيّام ، وقيل إنّه اختفى عند أخته (علية) (٥) بنت المهدي ،
__________________
(١) النويري ـ نهاية الأرب. ج ٤ / ٢٠٥.
(٢) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ١٠ / ١٠٥ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٣٤٠ والذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ٧ / ١٤ ومحمّد مختار باشا ـ التوفيقات الإلهامية. ج ١ / ٢٣٤ والترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلامي. ج ٢ / ١١٦.
(٣) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١٠ / ٢٤٨.
(٤) محمّد الخضري بك ـ محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية. ج ١ / ١٨٢ و١٨٣.
(٥) علية : هي بنت الخليفة المهدي ، وأخت الخليفة هارون الرشيد ، وكانت تجيد الغناء والشعر كأخيها ـ إبراهيم ، وقد تزوجت من موسى بن عيسى بن محمّد ، ومن شعرها :
أوقعت قلبي في الهوى |
|
ونجوت منه سالمه |
وبدأتني بالوصل ثمّ |
|
قطعت وصلي ظالمه |