مدينة (زبطرة) في خلافة (المعتصم) ففتحها ، وقتل الصغير والكبير ، وسبي النساء ، ثمّ هجم مرّة ثانية على مدينة (ملطية) فضج الناس في الأقاليم والأمصار ، واستغاثوا في المساجد ، فدخل إبراهيم بن المهدي على الخليفة (المعتصم) وأنشده قصيدة طويلة ، نقتطف منها (١) :
يا غيرة الله قد عاينت فانتقمي |
|
تلك النساء وما منهن يرتكب |
هبّ الرجال على إجرامها قتلت |
|
ما بال أطفالها بالذبح تنتهب؟! |
وكان إبراهيم بن المهدي جالسا في قصر الخليفة (المعتصم) وكان بجانبه العبّاس بن المأمون ، فشاهد العبّاس خاتما من الياقوت الأحمر ، الغالي الثمن في يد إبراهيم فقال له العبّاس : هل الخاتم هذا لك يا عم؟
فأجابه إبراهيم : نعم ، هذا الخاتم كنت قد رهنته في خلافة أبيك ، وقد فككت رهانه في خلافة أمير المؤمنين رعاه الله. فقال له العبّاس : (أنت لم تشكر أبي على حقنه لدمك ، ولم تشكر عمّي على فكاك رهان خاتمك) (٢).
وعند ما خلع العباسيون (المأمون) في بغداد ، وبايعوا لإبراهيم بن المهدي بالخلافة قال دعبل الخزاعي (٣) :
نفر ابن (شكلة) (٤) بالعراق وأهله |
|
فهفا إليه كلّ أطيش مائق (٥) |
أنّى يكون ، وليس ذاك بكائن |
|
يرث الخلافة فاسق عن فاسق |
إن كان إبراهيم مضطلعا بها |
|
فلتصلحن ، من بعده لمخارق (٦) |
__________________
(١) الحميري ـ الروض المعطار. ص ٢٨٥.
(٢) الآبي ـ نثر الدر. ج ٢ / ١٩٤.
(٣) بطرس البستاني ـ منتقيات أدباء العرب. ص ٨١.
(٤) شكلة : جارية سوداء ، وهي أم إبراهيم بن المهدي.
(٥) المائق : الأحمق.
(٦) مخارق : أحد المغنين في صدر الدولة العباسيّة.