ولمّا سمع محمّد بن عبد الله بثورة يحيى بن عمر ، كتب إلى أيّوب بن حسن (أمير الكوفة) والى عبد الله بن محمود السرخسي (الأمير على سواد الكوفة) يأمرهما بمحاربة يحيى بن عمر ، ولمّا التقى الطرفان ، وقعت بينهما معركة ، جرح فيها عبد الله السرخسي جرحا عميقا ، فهرب وانهزم جيشه ، فاستولى يحيى على جميع ما في جيش السرخسي من مال ودوابّ (١).
ثمّ خرج يحيى من الكوفة إلى السواد ، فتبعه جماعة من الزيديّة ، وغيرهم ومعهم جمع كثير ، عندها أرسل محمّد بن عبد الله إلى الحسين بن إسماعيل بن مصعب لمحاربة يحيى ، ولمّا سمع يحيى بمجيء الجيوش إلى الكوفة ، رجع إلى الكوفة ، فلقيه عبد الرحمن بن الخطاب المعروف (بوجه الفلس) فكانت بينهما معركة انهزم فيها عبد الرحمن إلى قرية (شاهي) وهناك التقى بالحسين بن إسماعيل (٢).
وبعد أن استراح الحسين بن إسماعيل في قرية (شاهي) جاءته امدادات كثيرة ، وأمّا يحيى فإنّه أقام في الكوفة يعد العدد ، ويصلح السلاح ، فأشار عليه جماعة من الزيدية ، ممّن لا علم لهم بالحرب ، بمعاجلة الحسين ابن إسماعيل ، ثمّ ألحّوا عليه بقتاله قبل أن يستعد لحربهم ، فزحف إليهم ومعه (الهيصم العجلي) وغيره ، ورجّالة من أهل الكوفة ، ممّن ليس لهم علم ولا دراية بالحروب ، فدارت بينهما معركة عنيفة ، أسّر فيها (الهيصم العجلي) وانهزم رجّالة أهل الكوفة ، وأكثرهم كان بغير سلاح.
ثمّ قتل يحيى بن عمر في هذه السنة ، أعني سنة (٢٥٠) (٣) للهجرة ، وأرسل برأسه إلى محمّد بن عبد الله بن طاهر ، ثمّ أرسل الرأس إلى الخليفة
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٩ / ٢٦٧.
(٢) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ١٢٧.
(٣) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ١٢ / ٣٤ وعارف أحمد عبد الغني ـ الجوهر الشفاف. ج ١ / ٢٩٨.