(العبّاس) ، وقد استمرّت الحرب بينهما عدّة سنوات ، وقد قتل فيها عشرات الآلاف من كلا الجانبين ، وأخيرا انتصر فيها (الموفّق).
وقال يحيى بن محمّد الأسلمي في المعارك الّتي وقعت بين الموفّق وصاحب الزنج (١) :
أقول وقد جاء البشير بوقعة |
|
أعزت من الإسلام ما كان واهيا |
جزى الله خير الناس للناس بعد ما |
|
أبيح حماهم خير ما كان جازيا |
تفرد إذ لم ينصر الله ناصر |
|
بتجديد دين كان أصبح باليا |
وتجديد ملك قد وهن بعد عزّة |
|
وأخذ بثارات تبين الأعاديا |
وردّ عمارات أزيلت وأخرجت |
|
ليرجع فيّ قد تخرّم وافيا |
وترجع أمصار أبيحت وأحرقت |
|
مرارا فقد أمست قواء عواقيا |
ويشفي صدور المسلمين بوقعة |
|
يقر بها عيون البواكيا |
ويتلى كتاب الله في كلّ مسجد |
|
ويلقى دعاء الطالبيين خاسيا |
فأعرض عن أحبابه ونعيمه |
|
وعن لذّة الدنيا وأصبح عاريا |
وقال الشاعر يحيى بن خالد قصيدة طويلة يمدح بها (الموفّق) نقتطف منها الأبيات التالية (٢) :
يا ابن الخلائق من أرومة هاشم |
|
والغارمين الناس بالأفضال |
__________________
حروب طويلة بين (الموفّق) وبين صاحب الزيج ، قتل صاحب الزنج ، وجيء برأسه إلى بغداد ليراه الناس. قتل صاحب الزنج في يوم السبت في الثاني من شهر صفر سنة (٢٧٠) للهجرة ، وكانت أيامه أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيّام. انظر (تاريخ الطبري. ج ١١ / ١٧٤ والذهبي ـ دول الإسلام. ج ١ / ١٢٦ والمرزباني. ص ٢٢٩١ وتاريخ ابن خلدون. ج ٤ / ١٨ والزركلي ـ الأعلام. ج ٥ / ١٤٠ واليعقوبي. ج ٢ / ٤٧٤ ومحمّد سهل طقوس ـ تاريخ الدولة العباسيّة. ص ١٧٢ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٤٠٣).
(١) تاريخ الطبري. ج ٩ / ٦٦٣ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٤٠٥.
(٢) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٥٤ وتاريخ الطبري. ج ٩ / ١٦٤.