قرواش ، فبعث (بهاء الدولة) (بعميد الجيوش) (١) وأعطاه مائة ألف دينار ليستعين بها على حرب قرواش.
وحينما سمع قرواش بذلك ، قطع الخطبة للحاكم في مصر (العبيدي) واستمر في خطبته (للقادر بالله) على ما كانت عليه سابقا ، ثمّ اعتذر إلى الخليفة (٢).
وعن أبي الهيجاء بن عمران بن شاهين أنه قال : كنت أساير معتمد الدولة (قرواش) ما بين سنجار ونصيبين ، فنزل في قصر (العبّاس بن عمرو الغنوي) (وكان القصر مطلا على بساتين ومياه كثيرة) فأخذ قرواش ينظر إلى كتابة على الحائط ، فقرأها ، فإذا هي (٣) :
يا قصر عبّاس بن عم |
|
رو فارقك ابن عمرك |
قد كنت تغتال الدهو |
|
ر فكيف غالك ريب دهرك؟ |
واها لغيرك بل لجو |
|
دك بل لمجدك بل لفخرك |
وكان مكتوب تحت هذه الأبيات : كتبها بخطه عليّ (٤) بن عبد الله بن حمدان سنة (٣٣١) للهجرة وتحت تلك الأبيات مكتوب أيضا :
يا قصر ضعّفك الزما |
|
ن وحطّ من علياء قدرك |
ومحا محاسن أسطر |
|
شرفت بهن متون جدرك |
واها لكاتبها الكري |
|
م وقدره الموفي لقدرك |
وكان قد كتب هذه الأبيات ، وبخطه (أيضا) الغضنفر بن عبد الله بن حمدان سنة (٣٦٢) للهجرة.
__________________
(١) عميد الجيوش : هو أبو عليّ بن أبي جعفر ، كان أبوه من حجاب عضد الدولة.
(٢) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١١ / ٣٤٣ والمستشرق آدم متز ـ الحضارة الإسلامية. ج ١ / ٢٣.
(٣) محمّد شاكر الكنبي ـ فوات الوفيات. ج ٣ / ١٩٩ وابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٥ / ٢٦١.
(٤) عليّ : هو الأمير سيف الدولة الحمداني.