يرقل في الحرب ، ففقئت عينه يوم اليرموك ، ثم أرسله عمر رضياللهعنه مع خيل العراق إلى سعد ، فشهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسنا ، وقام منه في ذلك اليوم مالم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين وكان يقول :
أعور عيني أهله علّا |
|
قد صالح الحياة حتّى ملّا |
لا بدّ أن يعدّ أو يفلّا |
وضرب في الحرب فقطعت رجله فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول :
الفحل يحمي شوله معقولا
وقاتل حتى قتل رحمهالله.
وكان أبو بكر رضياللهعنه يقول له : كنا ننتفع من الشيخ برأيه ومن الشابّ بنجدته فاصبر وصابر.
وروي أن أبا عامر الأشعري (١) لقي يوم أوطاس عشرة إخوة من
__________________
ـ يلقب بالمرقال وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص ، أسلم يوم فتح مكة ونزل الشام بعد فتحها ، فأرسله عمر مع ستة عشر رجلا من جند الشام مددا لسعد بن أبي وقاص في العراق وشهد القادسية مع سعد وأصيبت عينه يوم اليرموك فقيل له : الأعور ، وفتح جلولاء ، وكان مع عليّ بن أبي طالب في حروبه. وتولى قيادة الرجالة في صفين فقتل في آخر أيامها. الإصابة ٦ : ٢٧٥ برقم : ٨٩١٣ والأعلام ٨ : ٦٦ وله ذكر في يوم جلولاء. انظر كتاب البلدان وفتوحها للبلاذري ٣٠٦ وما بعدها.
(١) أبو عامر الأشعري من الصحابة الشجعان والخبر المذكور هنا هو في السيرة النبوية ٢ : ٩٠٠ قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله في آثار من توجه قبل أوطاس أبا عامر الأشعري فأدرك من الناس بعض من انهزم فناوشوه القتال ، فرمي أبو عامر بسهم فقتل ، فأخذ الراية أبو موسى الأشعري وهو ابن عمه فقاتلهم ، ففتح الله على يديه وهزمهم. ويزعمون أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر الأشعري بسهم فأصاب ركبته فقتله انظر السيرة ٢ : ٨٩٨ ـ ٩٠٠.