ضربة أطنّت قدمه بنصف ساقه ، فو الله ما شبّهتها حين طاحت إلا بالنّواة تطيح من تحت المرضخ قال : وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي ، فتعلّقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامّة يومي وإنّي لأسحبها خلفي ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي وتمطيت بها حتّى طرحتها. وعاش معاذ بعدها حتى كان زمن عثمان رضياللهعنه.
ومن ذلك ما ذكر في حرب اليمامة مع خالد / [م ٥٠] بن الوليد حين حاربوا حربا لم ير قطّ مثلها وانهزم المسلمون حتى زال خالد عن فسطاطه فقطع بالسيوف. ثمّ إنّ المسلمين تداعوا فقال ثابت بن قيس : بئس ما عوّدتم أنفسكم يا معشر المسلمين ثمّ جالد بسيفه حتّى قتل وجالد زيد بن الخطاب حتى انكشف الناس عن رحالهم وقاتل حتّى قتل. ثم قام البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، وكان إذا حضر الحرب أخذه نافض حتّى يضبطه الرجال ، ثمّ يفيق فيبول بولا أحمر ثمّ يثور كأنّه الأسد فلا يقوم له شيء ، ففعل ذلك ثمّ قاتل القوم وضرب قوما لا يرفع له شيء إلّا هزّه فثاب إليه الناس ورجعت إليهم أفئدتهم ، ورجع المسلمون حتى ألجؤوا العدوّ إلى حديقة الموت وفيها عدوّ الله مسيلمة الكذّاب فقال البراء : يا معشر المسلمين : ألقوني عليهم في الحديقة. فقال الناس : لا تفعل ، فقال : والله لتطرحنّني عليهم فيها ، فاحتمل حتى أشرف على الجدار ثمّ اقتحم الحديقة فقاتلهم حتّى فتحها الله للمسلمين ، وقتل مسيلمة عدوّ الله ، قتله وحشي (١) مولى جبير بن
__________________
(١) وحشيّ ت ٢٥ ه ـ ٦٤٥ م : وحشيّ بن حرب الحبشي أبو وسمة ، مولى بني نوفل ، صحابي ، من سودان مكة ، كان من أبطال الموالي في الجاهلية ، وهو قاتل الحمزة عم النبي (صلىاللهعليهوسلم). قتله يوم أحد ، رماه بحربة ، ثم وفد على النبي (صلىاللهعليهوسلم) مع وفد أهل الطائف بعد أخذها ، وأسلم فقال له النبي (صلىاللهعليهوسلم) : غيّب عني وجهك يا وحشيّ ، لا أراك. وشهد اليرموك وشارك في قتل ـ