أصيبت يدها ، وجرحت يومئذ اثني عشر جرحا من طعنة وضربة. وكانت قد شهدت بيعة العقبة وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم (١) وابنيها حبيب (٢) وعبد الله (٣) فيما ذكر ابن اسحاق ، ثم شهدت مع ابنها عبد الله اليمامة ففعلت ما ذكرناه.
وروي أنها أتت النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالت : ما أرى كلّ شيء إلّا للرجال وما أرى النساء يذكرن فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ) الآية. إلى قوله (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(٤). وروي أن عليّ بن بكّار رئي في بلاد الروم يحمل على العدو فيطعن ويحمل فيطعن حتّى دخل عليه علج فطعنه في بطنه فخرج تربه (٥) فنزل عن فرسه فأخذه بيده وردّه في بطنه وشدّه ، ثم ركب وأخذ رمحه وجعل يحمل على العدو ، فلم يزل يقتل حتى قتل ثلاثة عشر رجلا. وذكر في كتاب حياة القلوب أنه طعن فخرجت مصارينه على قربوس سرجه فردّها في بطنه وشدّها بعمامته وفعل ما ذكر. وكان يقول : نفق عندي عشرون ومئة فرس ما منها فرس إلا اشتريته بمالي.
__________________
(١) زيد بن عاصم بن عمرو الأنصاري المازني شهد العقبة وبدرا وأحدا ، الإصابة ٣ : ٣٠ برقم : ٢٩٠٥ وانظر الإصابة ٢ : ٣٢١ برقم : ١٥٧٩.
(٢) حبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري المازني ، شهد العقبة وأحدا والخندق والمشاهد. قتله مسيلمة في حروب الردة. فلما كان يوم اليمامة خرج أخوه عبد الله بن زيد وأمه وكانت نذرت ألا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة وأمه أم عمارة نسيبة. الإصابة ١ : ٣٢١ برقم ١٥٧٩.
(٣) عبد الله بن زيد بن عاصم ٧ ق. ه ـ ٦٣ ه ـ ٦١٦ ـ ٦٨٣ م : عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب النجاري الأنصاري. صحابي ، من أهل المدينة ، كان شجاعا ، شهد بدرا وأحدا وغيرها وقتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة. قتل في وقعة الحرة. الأعلام ٤ : ٩٨ والإصابة ٤ : ٧٢ برقم : ٤٦٧٩.
(٤) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٥.
(٥) هكذا وردت ، والمقصود الأحشاء.