ناطقين ، ولا أرواح ، من رآهم يحسبهم آدميين قيام على أقدامهم.
أرض طبرستان :
جبل فيه غار عظيم فيه نقرة فيها ماء لا يكفي إلا واحد من غير زيادة ، وليس للنقرة ماء به يصب إليها. وإن دخله واحد كفاه واثنان كفاهم ، ومائة كفى ، وألوف كفاهم وهو دائم.
جبل مورخان :
قال صاحب تحفة الغرائب : ينزل من أعلاه ماء غزير كثير عظيم القوة في نزوله ، فإذا وقف بإزائه إنسان وزعق عليه ، وقال : قف ، فإنه ينقطع لساعته ، فإن زعق عليه مرة أخرى وقال : إجر ، فإنه يجري لساعته.
جبل الهند :
على أعلاه صورة أسدين يخرج من فيهيهما (١) ماء غزير فيسير ماء كل أسد إلى قرية يسقي أراضيهم وزروعهم وقد حصل مرة أن انكسر فم أحدهم ، فانقطع ماؤه ، وخربت القرية التي كان يجري ماؤه إليها.
عجيبة ظهرت في أرض بلغار :
خرج قوم منها إلى نهر اتل وهو في زيادة ذلك النهر وعظيم طغيانه (٢) / فرأوا في ذلك النهر رجل عظيم الخلق كالنخلة السحوق ، ولا يغطي أعمق ما في الماء ساقيه ، ورأسه كالقبة ، وعيناه عظيمتان ، ويداه كالصواري. فأقبلوا يكلموه وهو لا يكلمهم ولا يزيد على النظر إليهم كالمتعجب في صورة وحقارة قدودهم ، فمشوا قدامه فخرج من النهر ، وتبعهم ، فدخلوا على ملك بلغار ، وهو (٣) معهم ، فعجب منه وهاله منظره.
فكلموه ، فلم يرد جوابا ، وهو باهت فيهم.
فقال الملك : إن كان بالقرب منا ملّة مثل هذا ، فليس لنا مقدار في أرضنا بل يأخذوها منا.
فأقاموا ببلغار من غير ضرر لأحد من أهلها ، ثم أرسل الملك إلى ملك ولبينوا يخبره بحال الرجل ، ويسأله : هل تعرفوا أرضا فيها أمة مثل هذا؟
__________________
(١) في المخطوط : فمهم ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : طغيانا ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : وهم ، وهو تحريف.