فعاد الجواب : إنه ثمّ أمة بيننا وبينهم مسيرة ثلاثة أشهر الجاد والتشمير ، هم أعظم خلقة ممن (١) عندكم ، ولعل هذا طفل خرج من أهله فضلّ الطريق ، ولا يعرف طريق أهله. وليس لهذه الأمة مؤونة لأحد من حولهم ، وأقام ذلك ببلغار مدة ، فأصابته علة في نحره مات منها.
جبل الفرنج (٢) :
من أعظم جبال الدنيا ، ذكر صاحب مرآة الزمان : أن بهذا الجبل اثنان وسبعون أمة لكل أمة ملك ولسان لا يشبه غيرهم. وبإحدى شعابه مدينة باب الأبواب ، وإلى جانبها قصر عظيم بناه كسرى (٣) وجعله حدا فاصلا بين الحوز ومملكته ، وجعل للقصر سور (٤) محيط به حده من البحر إلى أعلى الجبل أربعون فرسخا ، ومنتهاه إلى طبرستان ، وجعل على كل ثلاث أميال بابا من الحديد ، وأقام لها الحفظة ، وأسكن به أمم مختلفة. ومن عجائب هذا الجبل : أن به قرودا كبار ليس كالذي في أرضنا ، أودع فيهم سبحانه سرا إذا شموا رائحة سم يصيحوا صياحا منكرا فترميهم ملوك تلك الأرض وتوقفهم / على رؤوسهم حال الأكل فإذا كان (٥) في الطعام أو الشراب سم صاحوا أن في سماطه شيء من السم فيمتنع عن الأكل.
مغارة ... (٦) :
عظيم في أعلاه صفة حيتان ... (٧) منقوش حولهما كتابة ، من ناله سم حية أو غيرها يمضي لتلك المغارة ، [وعند](٨) تلك الحيتين عين ماء تنبع يأخذ من ذلك الماء ، ويرش به تلك الحيتين ، والكتابة فيسيل الماء على الجدران فيلحسه (٩) المسموم فيبرأ لوقته ، وإن عجز المسموم عن التوجه إليها ، وكّل شخصا غيره فحال لحسن الوكيل الماء يبرأ الملسوع لوقته وساعته.
__________________
(١) في المخطوط : من ، وهو تحريف.
(٢) وربما هو الزنج فالكلام غير واضح.
(٣) في المخطوط : لكسرى ، وهو تحريف.
(٤) في المخطوط : صور بالصاد ، وهو تحريف.
(٥) في المخطوط : كا ، بدون النون ، وهو سهو.
(٦) العنوان غير ظاهر في المخطوط ، وما كتب من الموضوع بالتقريب ، والله أعلم.
(٧) موضع النقط غير ظاهر بالمخطوط.
(٨) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.
(٩) في المخطوط : فيلمحسه ، وهو تحريف.