مطلسما بالطلسمات المانعة. وفي الهيكل بئر عليه طوق من الحديد الطيني مكتوب عليه بالقلم المسنّن (١) : هذه البئر فيها علوم السماوات والأرض ، وما هو آت ، وفيها خزائن لا يصل إليها أحد من العالم إلا من أذن علمه علمنا وفهمه فهمنا وحكمته حكمتنا. وكل من نظر في هذا البئر يقع على أم رأسه لساعته فيموت ، ومن نظرها من بعيد ارتعد ولحقه خوف عظيم ووجل زائد.
والصنم في القبة ، والقبة في الهواء لا علاقة تحمله ولا دعامة ترفعه ، بل بأرصاد كاهنية. ولهذا الصنم أوقاف كثيرة منها : مدينة بكاملها ، وبلاد ، وضياع. وحول هيكل الصنم ألف مقصورة فيها جوار حسان برسم الزوار يتمتعون بها. انتهى.
وبالقرب من سدّ الإسكندر :
أمة قصار القدود ، عراض الوجوه ، سود الجلود ، وفي جلودهم نقط بيض وصفر أطول ما فيه خمسة أشبار.
وأيضا : أمة بالقرب منهم صورهم كصور الآدميين لا يفهم كلامهم ، لهم أجنحة يطيرون بها ، وهم بيض ، وسود ، وخضر.
وأيضا : أمة بجزيرة الرامن طول الطويل / منهم أربعة أشبار ، كلامهم كصفة الطير.
وأيضا : أمة وجوههم كوجوه الكلاب ، وأبدانهم مثل أبدان بني آدم.
وبالقرب منهم : أمة لا شبيه لحسنهم على صور الآدميين ، ليس لأرجلهم عظام ، بل من حد مقاعدهم إلى أقدامهم كهيئة الجبل الطويل ، والقدم معلق في آخره يزحفون زحفا. من وقع لهم من بني آدم احتالوا عليه ، فإذا قرب منهم تعلقوا به وركبوه ، ولفوا حبل أرجلهم على رقبته ، ويدوروا عليه في جزيرتهم ، يأكلون من فواكه أشجارهم ، فلم ينزلوا عنه إلى أن يموت ، فإنهم لا يقدرون على الأكل إلا مما يسقط من الثمار عند تناهي استوائه. وذلك مما نقلناه من عجائب المخلوقات.
ومما هو منقول من عجائب المخلوقات :
أمة في بعض جزائر الصين لهم أجنحة وخراطيم دقاق يمشون على أربعة أرجل مثل البهائم ، وعلى صفة الآدميين إلا أن أفواههم دقاق طوال.
وأيضا :
أمة طوال القدود ، زرق العيون ، لهم أجنحة يطيرون بها ، وجوههم ورؤوسهم
__________________
(١) في المخطوط : المسند ، وهو تحريف.