كوجوه الخيل ورؤوسهم كذلك وأبدانهم كأبدان بني آدم.
وأيضا : أمة لواحدهم رأسان وثمانية أرجل ، أربع لفوق ، وبينهم رأس ، وأربع لأسفل وبينهم رأس ، إذا عيا من المشي من الأرجل التي كان ماشيا عليها ، قلب أعلاه أسفله ومشى على (١) تلك الأرجل المستريحة ، وإذا عدى يمر كالبرق ، وصفاتهم كمثل بني آدم.
وأيضا : أمة وجوههم كوجود بني آدم ، وأبدانهم كأبدان الحيات.
وأيضا : أمة بأرض الصين لا رؤوس لأبدانهم وعيونهم وأفواههم في صدورهم ، جاء منهم واحد لملك التتر (٢) بكتاب ملكهم.
وأيضا : أمة أبدانهم كأبدان الزلاحف ووجوههم كوجوه الآدميين ، ولهم قرون طوال.
وأيضا : أمة يقال لهم النسناس لأحدهم نصف رأس ، ونصف وجه ، ويد واحدة ، ورجل واحدة ، كأنما قدّ نصفين طولا ، يقفز قفزا شديدا وكلامهم كالآدميين / مقرهم بأطراف أرض اليمن.
جزيرة سرنديب :
مساحتها بقدر الأندلس ، فيها مدن كثيرة ثمانون فرسخا ، مربعة المساحة ، وبها جبل عظيم شاهق يسمى : جبل الدهوم ، وعليه أهبط آدم عليهالسلام ، وفيه أثر قدمه نحو من سبعين ذراعا ، وفيه الياقوت ، وشجر الكافور ، وبأوديته حجر الماس ودواب المسك ، وعلى الجبل نور عظيم لا يفارقه وفيه سائر أشجار الطيب ، وفيه مغائص الجوهر النفيس ، وفيه نارنجيل ، والسنباذج ، وفي أنهاره البلور الخالص.
وأكثر أهل سرانديب مجوس يعبدون النار فإذا مات أحدهم جروه على الأرض ويلقوه في بيت النار فيحرق.
وإذا مات الملك والوزراء ومات كلهم من الرؤساء أحرقوه وخواصه تحرق أرواحهم لأجله ، لأنهم يقولون : نموت لموته ونحيا لحياته.
ومنهم المتعبد الشديد الاعتقاد في عبادة النار ، يأتي لبيت النار قصدا فيقف عندها وهي مضرمة فيخرج خنجرا وسكينا ، ويكشف جنبه ويقده بتلك السكين ، ثم يتناول
__________________
(١) في المخطوط : عليه ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : الططر ، وهو تحريف.