وحكي أن في هذا البحر كالحصون ترفع على وجه الماء ، ويظهر منها صور كثيرة ، ثم تذهب في الماء.
واختلف في عمق هذا البحر فمنه ما لا يدرك ، ومنه ما يكون سبعة آلاف باع ، وفوقها ودونها ، ومنه ما يكون فيه شجر كالمرجان.
ويتصل بهذا البحر المحيط بحر يقال له البحر الأسود الزفتي شديد النتن فيه قلعة الفضة ، قيل أنها مصنوعة ، وقيل أنها خلقة.
ويخرج من هذا البحر إلى بحر الصين أوله من بلاد الغرب إلى بحر فارس إلى بلد الصين ، وهو بحر ضيق فيه مغائص اللؤلؤ.
وقيل إن فيه اثنا عشر ألف جزيرة ، وثمانمائة جزيرة.
وفيه الدردور ، وهو موضع يدور فيه الماء ، فإذا دخله مركب لم يزل يدور فيه حتى يتلف.
وفيه كسير ، وعوير ، وهما جبلان عظيمان.
وفي هذا البحر عجائب كثيرة ، وصور مختلفة ، / وحيتان ملونة منها ما يكون طوله مائة باع ومائتي باع ، وأكثر وأقل ، يأكل بعضها بعضا.
وفيه جزائر معدن الذهب ، وفيها معادن الجوهر.
وفيه ثلاثمائة جزيرة كلها عامرة مسكونة فيها ملوك عدة.
ويقال : إن في هذا البحر قصر من البلور على قائمه وهو يضيء على طول الدهر بقناديل فيه لا تنطفىء.
ويعد هذا البحر بحر لا يدرك عمقه ولا يضبط عرضه تقطعه المراكب بالرياح الطيبة في شهرين ، وليس في البحار الخارجة من البحر المحيط أكبر منه ولا أشد هولا.
وفي عرضه بلاد الواق والوقواق ، ومنابت القنا والخيزران. ومن العجائب أن طول السمكة فيه أربعمائة ذراع ، وفوق ذلك ودونه ، ويسمى هذا السمك : الوال. وفيه سمك صغير بقدر الذراع ، فإذا أرادت السمكة الطويلة أن تؤذي سمك البحر أو مراكبه سلّط عليها سمكة صغيرة فتدخل في أذنها ولا تفارقها حتى تقتلها.
وفيه سمك وجهه كوجه الإنسان.
وفيه سمك يطير في الليل ويرعى الندى ويرجع إلى البحر قبل الشمس.
وفيه سمكة إذا كتبت بمرارتها قرىء في الليل.
وفيه سمكة خضراء دسمة من أكل منها اعتصم من أكل الطعام أياما كثيرة.