ومعه ثمانون خادما يحمل كل خادم طبق فيه ما يحير الناظر فيه من الألوان وحسن المواعين ونظافة الخدم. فتقدم المأمون / فأكل. فأعجبه محاسن الألوان وطيب الطعام.
فقال للرجل : أمثل هذا تصنع في دارك كل يوم؟
فقال : نعم.
وفي السماط من الطير والأسماك والحلوى إلى غير ذلك مما حسن في عين المأمون وعجب من قوله أن مثل هذا يعمل في بيته كل يوم.
ولما كان بعد ذلك بمدة ، رفع صاحب الديوان حساب السنة وفيها اسم مالك ابن شاهي وعليه منكسر من عمله ثلاثة عشر ألف ألف ، وأنه مسجون عليها مع ما على غيره ممن وقف عليهم من العمال وغيرهم.
فقال المأمون : يا إبراهيم ، قد مرّ على سمعي هذا الاسم قبل اليوم.
قلت : نعم ، هو الذي أكل الأمير في أول العام طعامه.
فقال : أيجمل بنا أن نأكل طعامه ونحبسه على ما وقف لنا عليه؟
ثم رمى بالمحاسبة من يده ، وقال : أطلقوه.
ثم قال : ردوها إليّ إن الناس يتحدثون أن المأمون أكل أكلة ترك من أجلها كذا وكذا ألفا ، ثم أمر بإطلاق كل من في السجن ، وأمر للرجل بمال ، وقال : ينبغي أن يعان مروءة. فرحم الله الكرام.
قال أحمد بن داود :
قال لي أمير [المؤمنين] الواثق يوما : يا أحمد ، ما جمال الموائد؟
قلت : يا أمير [المؤمنين] كثرة الخبز عليها.
فقال لي : أصبت وأحسنت ، وإذا كثرت الألوان مع ما قلت شهد لصاحبها بالشرف.
حديث :
الحسن بن خلاد عن يعقوب بن مجاهد عن يزيد بن عبد الصمد عن سلمة الجهني عن عمه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سيد طعام أهل الدنيا والجنة اللحم».
وفي حديث آخر : «سيد الأدام في الدنيا والآخرة اللحم ، وسيد الشراب فيهما الماء».