أخت السلطان مسعود ، أخذ منها ما تزيد قيمته عن مائة ألف دينار ومن الحاج أكثر من ذلك ، ونهبوا الجمال فمات الناس جوعا. والوقعة كانت بين مكة (١) والمدينة.
ومما نقل من التاريخ :
وفي سنة اثنين وخمسين وخمسمائة وقعت زلازل عظيمة بحلب والشام ، وشيراز ، وأنطاكية ، وطرابلس ، وهلك بذلك خلق عظيم لا حصر لهم حتى أن مؤدب أطفال خرج من المكتب (٢) وعاد فوجد المكتب قد وقع على الأطفال وماتوا جميعا ، ولم يأت أحد يسأل عنهم لأن آباؤهم ماتوا جميعا. وأما شيراز فهلك كل من فيها إلا امرأة وخادم واحد لا غير.
ومما وقع من الحادثات أيضا :
انشق تل بجران ظهر فيه بيوت ، وعمائر ونواويس.
وأيضا :
/ انشق في اللاذقية موضع ظهر فيه صنم قائم في الماء ، وخربت صيدا وطرابلس ، وقلاع كثيرة بريح عظيم وانفرق البحر إلى قبرص ، وتعدى الريح إلى ناحية المشرق ، ومات من ذلك خلق عظيم.
وكان مع ذلك الريح زلازل. مات في تلك السنة بسبب الزلزلة نحو من ألف ألف ومائة ألف إنسان.
وأيضا :
في تلك السنة وقع وباء عظيم بين الحجاز واليمن ، وكانت عشرين قرية فثمان عشر قرية لم يبق منها مخلوق واحد بل هي خالية من أهلها وأموالهم وأغنامهم ومواشيهم ليس لهم أحد أجمعهم ولا يجسر أحد أن يدخلها ، ومن دخل لواحدة منها مات لساعته.
وأما القريتان الباقيتان لم يمت منهما أحد بل هم على ما [هم](٣) فيه من العيش والنعمة.
ومن الحوادث :
ما وقع في سنة أربع وعشرين وخمسمائة طلعت سحابة على بلد الموصل ، أمطرت نارا أحرقت ما وقعت عليه.
__________________
(١) في المخطوط : المكة ، وهو تحريف.
(٢) جاءت العبارة على النحو التالي : مؤدب خرج أطفال من المكتب. والعبارة أصابها تقديم وتأخير ، فضبطها على المراد ، والله الموفق للصواب.
(٣) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.