في التطفل
إن الدناءة في التطفيل قد جمعت |
|
فما الطفيلي إلا أبذل البشر |
قد شابه الكلب حين يأتي لمائدة |
|
يسعى بوجه كجلمود من الحجر |
عبرة
لا تظهرن لعاذل أو غادر |
|
حاليك في السراء والضراء |
فلرحمة المتوجعين حرارة |
|
في القلب مثل شماتة الأعداء |
عبرة
كم صورة بشعث للمال قد جمعت |
|
غطاء البشاعة ذاك المال متحدا |
وصورة حسنت بالفقر قد طبعت |
|
غشاها الفقر ذاك الحسن منتبذا |
ليس الجمال سوى مال بيد فتى |
|
يعيش فيه بعز عيشة السعداء |
إن الحقير فقير مواطنه |
|
لو أن بدر الدجى من وجنتيه بدا |
ولبعضهم وقد أركن بشخص فأحل جميع ما كان يملكه على سبيل التجارة فخسر به فقال :
لا توكفن لامرء أن تلقه |
|
على الماء يمشي فهو ذئب مجتري |
واحذر مطأطىء الرأس واحذر كيده |
|
فالعقل فيه للأذى يشتري |
الماء في الأنهار / يبقى مجمدا |
|
متسلسلا صاف رحيق كوثري |
والبحر من عمق تراه هادئا |
|
وأذاه أخفاه عن المتبصري |
تأتي إليه بفرحة في متجر |
|
تبغ الغنا بربح ذاك المتجري |
يبدي القبيح عن الجميل بطبعه |
|
كسرا وأسرا من عدو مفتري |
فاحذر من يطأطىء رأسه |
|
شبا وشيخا أو غني مكبري |
ما لي أجده وأحدد وصفه |
|
عقلا ونقلا بل غصين مثمري |
ألفاه أثمر حنظلا في مره |
|
سم وعن قتلي به لم يفتري |
ومضى به لم أدر أين أمضي به |
|
وبقيت في ذيل الخمول يفتري |
لم يبق لي شيء يباع فيقتنى |
|
فكأنني عار ببرّ مقفري |
إلا بقية ماء وجه صنته |
|
عن بيعه والآن عند المشتري |