حجارة / ملونة من كل صنف ، على صور الحيوان والوحوش والطير ، فكان كل جنس يأتي إلى شكله ، فيألفه حتى أنها تؤخذ بالأيدي.
وكان الملك مولعا بحب الصيد ، فعملت له أمه متنزها ، وفوقه مجالس مركبة على أساطين من المرمر ، مصفحة بالذهب عليها قباب مرصعة مثلها بأصناف الجوهر والزجاج المسبوك الملون ، مصورة مزخرفة بتصاوير عجيبة ونقوش مؤتلفة ينبع من تحتها الماء من فورات فيها فتصب في أنهار مصفحة بالفضة تفيض إلى حدائق ملونات ببدائع الغروس والأشجار على أغصانها تماثيل الطيور إذا دخلها الريح صفرت صفيرا عجيبا بأصناف اللغات ، ونضت ذلك بأنواع الفواكه وأرخت عليها ستور الديباج المنسوج بالذهب.
واختارت له أحسن بنات عمه وبنات الملوك ، فزوجته بهن ، وعملت حول البساتين والمنفرجات مجالس يجلس فيها الوزراء والكبراء والكهنة ، وأرباب المملكة ، وأهل الصناعات يعملون له من العجائب وبدائع الصنائع ويقدمونها له.
فكان أكثر إقامته في تلك البساتين ، ومع ذلك كان يتفقد جماعته وخواص مملكته وعوامهم بالنفقات والأطعمة والشهوات ، فأقام على ذلك وأموره جارية على السداد الطيبة العيش في لعب وطيش. وكان من عادته إذا عاد من جنته إلى قصره أنعم على جيشه بالجوائز.
وكان قد قسّم أيامه : فيوم يجلس فيه للناس ، فينظر في مصالحهم ويقضي حوائجهم. ويوم يجلس فيه مع حريمه. ودام على ذلك برهة من الزمان ، وعمل له ناووس في جنته ، وجعل فيه من الجوهر والمال والتماثيل والصنعة شيئا كثيرا ، وملك ثلاث عشر سنة ، ثم انتقل إلى أعمامه بعد أن دفن في جنته.
تمّ الجزء الثاني