حين هجرة زينب ١٧ سنة.
والغريب هنا أنه يقول : إن كون فضل عائشة على النساء ، كفضل الثريد على سائر الطعام ، لا ينافي فضل فاطمة ، لأنه يجوز أن يكون ذلك قبل بلوغ فاطمة (١) ، مع أنه هو نفسه يقول : إن فاطمة كانت أكبر من عائشة بسبع سنين ، لأن النبي توفي وعمر عائشة ١٨ سنة عنده ، وكان عمر فاطمة ٢٥ سنة عنده (وقد قدمنا نحن أن العكس هو الصحيح ، فراجع مباحث أول من أسلم ، حول سبق عائشة إلى الإسلام ، ومباحث العقد على عائشة ، وانتقالها إلى بيت النبي «صلى الله عليه وآله» ..).
ثم أليس البلوغ هو بلوغ تسع سنين؟
وقد كان عمر فاطمة يزيد حينئذ على تسع سنين على جميع الأقوال؟!.
كما أن آية التطهير قد نزلت بعد هجرة زينب بحوالي سنتين فقط ، وقد شملت فاطمة دون زينب وعائشة.
وعلى كل حال ، فإننا لا نستغرب على الطحاوي ولا على غيره هذه التناقضات والغرائب ، فإنما هي «شنشنة أعرفها من أخزم».
مصاب فاطمة عليها السّلام :
وبعد ، فإن ما أصاب فاطمة بعد وفاة أبيها «صلى الله عليه وآله» قد زاد على كل مصائب من سواها من النساء ، فقد ضربت «عليها السلام» ، وأسقط جنينها ، وهجموا على بيتها ليحرقوه ، وقد بقي أثر الضرب في كتفها
__________________
(١) المصدر السابق ص ٥٣.