وآله» كل رجل من أصحابه الأسير الذي أسر ، فكان هو يفاديه بنفسه (١).
وفي بعض النصوص : أن سهيل بن عمرو جاء بفداء أسرى بدر ، فطلب منه «صلى الله عليه وآله» أن يخبره بما تريد قريش في غزوه (٢).
هذا بعض ما نطمئن إلى صحته من النصوص التاريخية هنا.
لو نزل العذاب ما نجا إلا ابن الخطاب :
ولكننا نجد روايات أخرى تقرر عكس ما ذكر آنفا ، وتقول : إنه «صلى الله عليه وآله» مال إلى رأي أبي بكر ، بل وانزعج من مشورة عمر ، فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر ، فلما كان من الغد ، غدا عمر على رسول الله ، فإذا هو وأبو بكر يبكيان ؛ فسأل عن سبب ذلك ، فقال الرسول «صلى الله عليه وآله» : إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم ، لو نزل عذاب ما أفلت منه إلا ابن الخطاب.
وعن ابن عباس ، عن ابن عمر ؛ أنه «صلى الله عليه وآله» قال : أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة ، وأنزل الله : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ..)(٣).
__________________
(١) المصنف ج ٥ ص ٢١١.
(٢) المصدر السابق.
(٣) راجع : المصادر المتقدمة جميعا ، وفواتح الرحموت بهامش المستصفى للغزالي ج ٢ ص ٢٦٧ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٩٣ ، والمستصفى للغزالي ج ٢ ص ٣٦٥ ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٦٩.