لتلك الآثار ، وأبعادها ، وانعكاساتها على كل الأجيال ، في مختلف الآجال ، وعلى ذلك الجلال اللامتناهي ، والعظمة التي لا تقاس.
وما ذلك إلا لأنه كان الرجل الأكمل والأفضل والأول في كل شيء : في عقله ، في حكمته ، في عمق إدراكه ، في شجاعته ، في كرمه ، في حلمه ، في كل صفاته الحميدة التي هي صفات الإنسان الأول والمثال والقدوة.
إذا ، فيكون هو الأفضل من الكل ، لأن عصمته أكثر عمقا وأصالة ، وأبعد أثرا ، وأوسع أفقا. وعلى ذلك فهو أكثر تفاعلا وانسجاما مع الله في عباداته ، وأشد خشية له تعالى.
علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل :
كما أننا حين نواجه الحديث القائل : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل (١) ، لا نستطيع أن نعتبره ناظرا إلى هؤلاء العلماء الذين نعرفهم ونعيش معهم ، والذين لا يمتنع أو فقل : يحتمل أن تصدر منهم بعض الهفوات ، ويرتكبوا بعض الصغائر ، إذ من غير المعقول أن يكون هذا الرجل الذي يحتمل في حقه أن يذنب ، مثل ذلك المعصوم ، الذي لا يحتمل في حقه ذلك ولا يصدر منه ، أو لا يخطر بباله الذنب أصلا.
وتوجيه ذلك بأن المراد : أنهم مثلهم من حيث المعرفة والعلم وسعة
__________________
(١) البحار ج ٢ ص ٢٢ وغوالي اللآلي ج ٤ ص ٧٧ والتحرير للعلامة الحلي ص ٣ للعلامة الحلي ص ٣ ومستدرك الوسائل ج ١٧ ص ٣٢٠ والصراط المستقيم ج ١ ص ٢١٣ وراجع ص ١٣١ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ٤١٣ ومنية المريد ص ١٨٢ وراجع اوائل المقالات ص ١٧٨.