وقال ابن الأثير : «وكان العباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية ، فإنه قيل له : ألا تأخذ من الشراب ، فإنه يزيد في قوتك ؛ وجراءتك؟
فقال : لا أصبح سيد قومي ، وأمسي سفيها ، لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبدا» (١).
ومن عرف حمزة ، واطلع على سمو نفسه ، وعزته ، وأنفته ، وسجاياه ، فإنه يرى : أنه لا يقصر عن هؤلاء ، ولا عن غيرهم ممن حرمها على نفسه ، إن لم يكن يزيد عليهم في كثير من الخصال والسجايا ، التي تجعله يربأ بنفسه عن أمر كهذا.
ولعل حشر حمزة ، بل وحتى أمير المؤمنين «عليه السلام» ، الذي ربي في حجر النبوة ، ليس إلا من أولئك الحاقدين على الإسلام وحماته ، ممن يهمهم الطعن في كرامة كل هاشمي ، كما هو ظاهر سيرة الأمويين والزبيريين ، وأذنابهم ومن يتزلف لهم ، ولو بالكذب والدجل والافتراء.
ورابعا : إن الأقوال والروايات تكاد تكون متفقة على مخالفة رواية الشارفين المذكورة ، لأن رواية الشارفين تقول : إن تحريم الخمر كان حين زفاف فاطمة «عليها السلام».
والأقوال في تحريم الخمر نشير إليها فيما يلي :
أقوال في تحريم الخمر :
هذا .. وقد ذكر أبو إسحاق السبيعي ، وابن إسحاق ، وغيرهما : أن
__________________
(١) أسد الغابة ج ٣ ص ١١٣.