منهم يعيشون في دناءة من العيش وفيهم شح كبير ، ولؤم وبخل ظاهر ، وخسة لا يحسدون عليها. هذا إلى جانب إهمال الكثير منهم جانب النظافة المطلوبة ، كما يظهر لمن سبر أحوالهم ، وعاش في بيئتهم.
ويعتقد اليهود : أن الله سيغفر لهم كل ما يرتكبونه من جرائم وعظائم. وهذا ما يشجعهم على الفساد والانحراف ، والإمعان في المنكرات والجرائم.
وقد رد الله تعالى على عقيدتهم هذه (١) ، حينما قال : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٢).
٤ ـ جبن اليهود :
وبعد ما تقدم ، وبعد أن كان اليهودي ضعيف الاعتقاد أو قليل الاهتمام بالآخرة ، فإن من الطبيعي أن يكون اليهود شعبا جبانا ، لأنه يخشى الموت ، ويرهب الأخطار ، لأنه يرى بالموت نهايته الحقيقية (٣).
__________________
(١) اليهود في القرآن ص ٤٤ و٤٥.
(٢) الآيتين ١٦٨ و١٦٩ من سورة الأعراف.
(٣) ويلاحظ : أن العرب في هذه الأيام يجبنون عن مواجهة اليهود في حرب الكرامة والشرف ، لماذا؟ أليس لأجل ابتعادهم عن دينهم واستسلامهم لانحرافاتهم ، وحبهم للحياة ، وقلة يقينهم بالموت والمعاد.