الغزوات والسرايا كانت وقائية بالدرجة الأولى ، وتستهدف أمورا :
١ ـ إفشال مؤامرات الأعداء ، ورد كيدهم إلى نحورهم.
٢ ـ إن ذلك منه «صلى الله عليه وآله» كان يمثل حربا نفسية للمشركين ؛ إذ ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ، خصوصا إذا كان انكسارهم بعد التعبئة الكاملة والشاملة منهم لحرب هذه الفئة بالذات.
فإذا كانت هزيمتهم على يده «صلى الله عليه وآله» ، وفي عقر دارهم ، وفي أوج قدرتهم واستعدادهم ؛ فسوف تتحطم معنوياتهم ، ويجعلهم ذلك في المستقبل مضطرين لأن يتريثوا كثيرا ، قبل أن يقرروا أي موقف لهم تجاهه. وهذا مصداق آخر لكونه «صلى الله عليه وآله» قد نصر بالرعب.
٣ ـ ثم هناك الصدي والتأثير الإعلامي على المشركين في المنطقة ، وعلى قريش بالذات ؛ فإذا انهزم المشركون في المنطقة وقريش روحيا ونفسيا ، فإن هزيمتهم العسكرية سوف تكون أسهل وأيسر ، وقد سئل أمير المؤمنين «عليه السلام» : بأي شيء غلبت الأقران؟
فقال : «ما لقيت رجلا إلا أعانني على نفسه».
قال الرضي : يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب (١).
ج : العتق والصلاة :
يلاحظ : أن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» قد أعتق الغلام يسارا ، حيث رآه يصلي.
__________________
(١) نهج البلاغة ، بشرح محمد عبده ، قسم الحكم ، رقم ٣١٨.