ومن طبع الجبان أن يتعامل مع خصومه بأساليب المكر والخداع ، والغدر والخيانة بالدرجة الأولى.
من أسباب عداء اليهود للإسلام :
ونشير هنا إلى أننا نلاحظ : أن اليهود بدأوا يحاربون الإسلام من أول يوم ظهوره ، وكانوا وما زالوا يحقدون عليه ، رغم أنهم كانوا أول من بشر بظهور النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، مستندين في بشاراتهم تلك إلى الدلائل القاطعة التي يجدونها في كتبهم.
ونستطيع أن نذكر من أسباب عدائهم للمسلمين وللإسلام :
ألف : تشريعات تخيفهم :
إنهم قد وجدوا أن هذا النبي يدعو الناس إلى دين هو نظام كامل وشامل للحياة ؛ وأن هذا الدين قد جاء بنظام اقتصادي متكامل ومتوازن ؛ واهتم بمحاربة الربا ، والاحتكار ، وجميع أنواع وأشكال استغلال إنسان لإنسان آخر ؛ وجعل في أموال الناس حقا معلوما للسائل والمحروم ، فلم ينسجم ذلك مع أطماعهم ، ومع ما ألفوه وأحبوه ، بل رأوه يتنافى مع تلك الأطماع ومع أهدافهم ومصالحهم ، ومع نظرتهم للكون ، وللحياة ، والإنسان.
ب : الإسلام يزداد قوة :
والذي زاد من حنقهم وحقدهم : أنهم كانوا يأملون أن يتم القضاء على هذا الدين من قبل قومه القرشيين ، ومن معهم من ذؤبان العرب ، دون أن يكلفهم ذلك أية خسائر ؛ خصوصا في الأرواح ، فرضوا بالمعاهدة التي