ثم ذكرت أن حفصة قد حاولت التخفيف من هموم رفيقتها في هذا المجال.
ولكن الظاهر : أن ذكر حفصة هنا كان في غير محله ، لأن الظاهر أنه «صلى الله عليه وآله» قد تزوجها بعد أم سلمة كما سيأتي. فلا بد أن تكون قد ذكرت لها ذلك ، حين لم تكن حفصة زوجة له «صلى الله عليه وآله» ، أو أن غير حفصة هي صاحبة القضية مع عائشة.
وثمة موارد أخرى تدخل في هذا المجال ، ذكرها ابن سعد في طبقاته وغيره لا مجال لإيرادها.
أم سلمة على العهد :
لقد كانت أم سلمة خير زوج لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وبقيت بعده على العهد ، لم تغير ولم تبدل ، وقرت في بيتها كما أمرها الله ، وناصرت وصي رسول الله ، وعادت أعداءه ومحاربيه ، حتى ليذكر البيهقي : أن عائشة دخلت على أم سلمة بعد رجوعها من وقعة الجمل ، وقد كانت أم سلمة حلفت ألا تكلمها أبدا ، من أجل مسيرها إلى محاربة علي بن أبي طالب.
فقالت عائشة : السلام عليك يا أم المؤمنين.
فقالت : يا حائط ، ألم أنهك؟ ألم أقل لك؟!
قالت عائشة : فإني أستغفر الله وأتوب إليه ، (كيف تتوب إليه ، وهي عندما جاءها نعي علي أعتقت غلامها ، وأظهرت الشماتة ، وتكلمت بالكلام السيء في حقه «عليه السلام» (١) كلميني يا أم المؤمنين.
__________________
(١) راجع : الموفقيات ص ١٣١ ، والجمل ص ٨٣ و٨٤ ، ومقاتل الطالبيين ص ٤٢ و٤٣ ، وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٧٥.