ثم هو تعريض بأولئك الذين كانوا يملكون أموالا ، وكانوا يظنون أن النبي «صلى الله عليه وآله» يزوجهم لأجل ذلك ، فكان نصيبهم الرد والخيبة. ثم أشار «عليه السلام» إلى ملاك الشرف والتفضيل بقوله : إني لأول من أسلم. ولأجل ذلك زوجه الله ورسوله «صلى الله عليه وآله».
وقد قدمنا : أن رد النبي «صلى الله عليه وآله» لأولئك المعروفين عن فاطمة ، كان له أثر كبير في نفوسهم ، حتى لقد قال أحد الأشراف العلويين الحسنيين في قصيدته المشهورة :
تلك كانت حزازة ليس تبرا |
|
حين ردا عنها وقد خطباها |
ج : ترهات أبي حيان :
ومن الأمور الطريفة هنا : أن أبا حيان التوحيدي ـ الناصبي المعروف ـ يروي عن أبي حامد المرو الروذي رسالة شفهية من أبي بكر لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وفيها :
«ولقد شاورني رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الصهر ؛ فذكر فتيانا من قريش ، فقلت له : أين أنت من علي؟
فقال : إني لأكره ميعة شبابه ، وحدة سنه.
فقلت : متى كنفته يدك ، ورعته عينك حفت بهما البركة ، وأسبغت عليهما النعمة ، مع كلام كثير خطبت به رغبته فيك ، وما كنت عرفت منك في ذلك حوجاء ولا لو جاء ، ولكني قلت ما قلت ، وأنا أرى مكان غيرك ،