فجزاك الله يا ابن الحجاج عن ابنة رسول الله ، وعن أبيها ، وزوجها خير الجزاء وأوفاه ، وبارك الله في هذا الإخلاص لهم ولقضاياهم ، وآمنك الله يوم الفزع الأكبر من كل خوف ، إنه خير مأمول ، وأكرم مسؤول.
مقارنة :
ولا بد لنا أخيرا من أن نلفت النظر إلى أنه لا بأس بالتأمل ، وإمعان النظر والمقارنة ، بين ما يذكرونه عن مواقف سيئة لفاطمة «عليها السلام» تجاه أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وأنها قد رفضته أولا ؛ لأنه فقير ، وبين ما يذكرونه عن عثمان وزوجته ، وأنها لما سئلت عنه قالت : «خير زوج ..». مع أن القضية كانت على العكس تماما ؛ فإن عثمان هو الذي كان يعامل زوجته معاملة غير مرضية ، كما قدمنا ، وفاطمة هي التي قالت عن زوجها : إنه خير زوج ، ونساء قريش هن اللواتي حاولن الفتنة كما عرفت.
ولكن السياسة قد اقتضت عكس المواقف ، وتزييف الحقائق ؛ لحاجات في أنفسهم لا تخفى.
ه : أم سلمة وبنت عميس في زواج فاطمة عليها السّلام :
قد يقال : إنه يشك في رواية أسماء هذه من ناحيتين :
١ ـ لقد ورد ذكر أم سلمة في بعض روايات تزويج فاطمة «عليها السلام» ، مع أن أم سلمة إنما دخلت بيت النبي «صلى الله عليه وآله» كزوجة له بعد هذا التزويج.
٢ ـ وورد أيضا في عدد من الروايات ذكر لأسماء بنت عميس في هذه المناسبة ، مع أن أسماء كانت حينئذ مع زوجها جعفر بن أبي طالب ذي