في الصلاة وهو سكران!! وهو من الصحابة!!. فليتأمل إذا في دعوى البعض عدالة كل صحابي ، وقد تكلمنا عن هذا الموضوع بصورة موجزة في بعض بحوثنا (١).
ويعتبر قول النبي «صلى الله عليه وآله» هذا عن الصبية بمثابة إخبار عن الغيب الذي أطلعه الله عليه ، حيث عرفه تعالى أنه ليس في أولئك الصبية أحد يستحق الكرامة والنعمة. ولكن قد شاءت السياسة والعصبية تحكيم هؤلاء الصبية في أموال الناس وأعراضهم ودمائهم ، وجعلهم الحكام ، والمخططين للسياسة في الخلافة المغتصبة من أصحابها الشرعيين. ثم احتلوا مكانا عظيما في عقائد الناس ؛ حيث فرضوا على الناس لزوم الاعتقاد بعدالة هؤلاء ؛ مهما اجترحوا من السيئات وكانوا من الآثمين!!.
ج : الطعن في نسب عقبة! :
تقدم أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال لعقبة بن أبي معيط : إنما أنت علج من أهل صفورية ، أو نحو ذلك ـ مع أنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن سبابا ولا فاحشا ، ولا متفحشا ـ ، ولعل السبب في ذلك هو من أجل أن يعلم الناس بعدم صوابية ما يدّعيه ، وعدم صحة تقريب الهيئة الحاكمة لأبنائه ، وقد ولتهم جلائل الأعمال ، على أساس هذه القربى المدعاة ، وليجعلوا من ثم مال الله دولا ، وعباده خولا ، وليكونوا مصدرا للفتن والمؤامرات ، كما كان الحال بالنسبة للوليد الفاسق ، وغيره من الولاة
__________________
(١) راجع كتابنا : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام الجزء الثاني.