لإعادته هنا.
فلا معنى لما تدّعيه لنفسها من جمال ووضاءة ، ولا لما يدّعى لها : من بياض ، فإنها كانت سوداء أو أدماء ، وكانت أشبه الناس بأبيها ، الذي لم يكن له حظ في الجمال ، كما يظهر من وصفهم له.
أما تسميتها بالحميراء ، فلعله كان لأجل صفرة أو حمرة في شعرها ، فإذا انضم ذلك إلى أدمة الوجه ، أو السواد فيه ، فإن الأمر يصبح أكثر مجانبة للحالات الجمالية ، لأنه يكون بعيدا كل البعد عن التناسق والانسجام .. ويصبح وصف الجمال له أشبه بالنكتة والدعابة.
وأما حظوتها ، فقد عرفنا : أنها أيضا بعيدة عن الحقيقة ، وأن غيرتها من سائر نسائه «صلىاللهعليهوآله» ، ومن مارية لخير شاهد على ما نقول .. فلا وقع لدعواها : أن زينب بنت جحش وحدها هي التي كانت تساميها من بين سائر نسائه «صلىاللهعليهوآله».
٧ ـ الإفك في خصائص عائشة :
وقد ذكرت روايات الإفك التي رويت عن عائشة ، وعن ابن عباس : أن عائشة قد اختصت بخصال : أربع ، أو تسع ، أو عشر ، مثل :
أن الملك نزل إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» بصورتها.
وكان يأتيه «صلىاللهعليهوآله» الوحي ، وهو معها في لحاف واحد.
وأنها رأت جبرائيل.
وأنه «صلىاللهعليهوآله» قبض في بيتها ، ولم يله أحد غيرها وغير الملك.
وأنها كانت أحب الناس إليه.