عن مدلول اللفظ ، وسياق الكلام ، فإنه إنما أثبت لابن عبادة عين نفاق المنافقين الذين يجادل عنهم سعد .. لأنه يريد أن يجعله منهم ، ومدافعا عنهم.
ثم ما هو الربط بين المودة للأوس وقضية الإفك على عائشة ، والاستعذار من ابن أبي وبين حمية الجاهلية؟ ولم يصدر من ابن معاذ شيء يثير حمية الجاهلية أبدا ، وإنما هو قد تعهد بتنفيذ أوامر النبي «صلىاللهعليهوآله» فقط .. فهل تنفيذ أوامره «صلىاللهعليهوآله» يتنافى مع المودة للأوس؟!
١١ ـ جلد الإفكين :
وروايات جلد الإفكين مختلفة جدا أيضا كما قدمنا حين الحديث عن تناقضات روايات الإفك ، فاستقصاء الكلام فيها يحتاج إلى وقت طويل .. ولكن ما لا يدرك كله ، لا يترك كله ، ولذا فنحن نكتفي هنا بالإشارة إلى ما يلي :
١ ـ إن أغرب ما في روايات الإفك : أن بعضها يقول : إن الإفكين قد جلدوا حدين .. وتزيد بعضها : إنه وجئ في رقابهم .. وبعضها يكتفي : بالوجأ في الرقاب للبعض منهم.
ونحن لم نستطع أن نفهم : لماذا جلدوا الحد الآخر!! كما أننا لم نعرف : السبب في ضم بالوجأ في الرقاب إلى الحد الشرعي ، فهل هو جزء منه؟ أم هو من قبيل البخشيش؟! أم ماذا؟.
ولعل روايات الإفك المضطربة في هذا الأمر جدا هي التي دعت أصحاب النوايا الحسنة!!! إلى أن ينسبوا إلى ابن عمر القول : بأن قاذف