موجود ، فتكليف الناس بأن يحكموا بأنه كذب مبين ، لا معنى له.
فإنه إن كان الخطاب في الآيات متوجها للناس في قضية إفك عائشة ، لكان ذلك تكليفا بما لا يطاق .. لعدم كون الإفك في قصة عائشة ـ وبيتوتتها مع رجل غريب ـ واضحا بينا لكل من سمعه.
ب : إنه لو كان إفكا مبينا لم يهتم النبي «صلىاللهعليهوآله» بالأمر ، ولم يرتب الأثر على قول الآفكين ، حسب روايات إفك عائشة.
فهذه الآيات إذن لا بد أن تكون ناظرة لقضية أخرى ، يكون الإفك فيها واضحا وبينا جدا .. بحيث يصح معها توبيخ المؤمنين على موقفهم غير المنسجم مع طبيعة الأحداث .. فما هي هذه القضية التي تنظر إليها الآيات؟! هذا ما سوف نجيب عنه في الفصول الآتية ، إن شاء الله تعالى.
٤ ـ الذين جاءوا بالإفك :
يقول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ..).
وإذا لاحظنا معنى العصبة في اللغة ، فسنرى أن معناها : الجماعة المتعصبة المتعاضدة.
فيكون مفاد الآية : أن ثمة جماعة قد تعاضدت وتعاونت على صنع قضية الإفك ، والمجيء به وافترائه .. وإلا لعبر بكلمة : جماعة ، أو طائفة ، أو نحو ذلك.
مع أن الأمر في قضية الإفك على عائشة لم يكن كذلك ، لأن روايات الإفك على عائشة تفيد : أنها لما قدمت مع صفوان .. مرت معه على ابن أبي ..
فقال : امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت. أو قال : «فجر بها ورب