هل نصدق رواية عائشة ، التي توالت عليها العلل والأسقام ، وفيها تحاول عائشة تضخيم الأمر ، وجر النار إلى قرصها؟
أم نصدق الروايات التي لا مجال للتشكيك فيها سوى معارضتها برواية عائشة التي هذا حالها؟!!
٩ ـ آية رمي المحصنات :
وبالنسبة إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ..) ، نقول :
قال الزمخشري : «فإن قلت : إن كانت عائشة هي المرادة ، فكيف قيل المحصنات؟ (يعني بصيغة الجمع).
قلت : فيه وجهان :
أحدهما : أن يراد بالمحصنات أزواج رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن يخصصن بأن من قذفهن ، فهذا الوعيد لا حق به ، وإذا أردن ـ وعائشة كبراهن منزلة وقربة عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ـ كانت المرادة أولا.
والثاني : أنها أم المؤمنين ، فجمعت إرادة لها ، ولبناتها من نساء الأمة الموصوفات بالإحصان ، والغفلة ، والإيمان الخ ..» (١).
وقال الإسكندراني في حاشيته على الكشاف : «والأظهر : أن المراد عموم المحصنات ، والمقصود بذكرهن على العموم : وعيد من وقع في عائشة على أبلغ الوجوه ، لأنه إذا كان هذا وعيد من قذف آحاد المؤمنات ، فما الظن بوعيد من قذف سيدتهن ، وزوج سيد البشر «صلىاللهعليهوآله»؟ على أن
__________________
(١) الكشاف ج ٣ ص ٢٢٤ وتفسير النيسابوري بهامش الطبري ج ١٨ ص ٦٩.