أخرج أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أنس قال : قيل للنبي «صلىاللهعليهوآله» : لو أتيت عبد الله بن أبي ، فانطلق ، وركب حمارا ، وانطلق المسلمون يمشون ، وهي سبخة ، فلما انطلق إليهم ، قال : إليك عني ، فوالله لقد آذاني ريح حمارك ، فقال رجل من الأنصار : والله لحمار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أطيب ريحا منك ، فغضب لعبد الله رجال من قومه ، فغضب لكل منهما أصحابه ، فكان بينهم ضرب بالجريد ، وبالأيدي ، والنعال ، فأنزل فيهم : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ..) (١).
وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن قتادة ، قال : ذكر لنا : أن هذه الآية نزلت في رجلين من الأنصار ، وكانت مماراة في حق بينهما ، فقال أحدهما للآخر : لآخذن عنوة ، لكثرة عشيرته ، وأن الآخر دعاه ليحاكمه إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» فأبى. فلم يزل الأمر حتى تدافعوا ، وحتى تناول بعضهم بعضا بالأيدي والنعال ، ولم يكن قتال بالسيوف (٢).
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي : أنها نزلت في رجل من الأنصار ، يقال له : عمران ، منع امرأته من زيارة أهلها ، فأرسلت إليهم ، فجاؤوا ليأخذوها ، فاستعان الرجل بأهله ، فتدافعوا ، واجتلدوا بالنعال ، فنزلت الآية ، فأصلح النبي «صلىاللهعليهوآله» بينهم (٣). فمن نصدق؟
__________________
(١) الدر المنثور ج ٥ ص ٩٠ وأسباب النزول للواحدي ص ٢٢٣ وصحيح البخاري أول كتاب الصلح ص ٣٧٠.
(٢) راجع : الدر المنثور ج ٥ ص ٩٠.
(٣) المصدر السابق.