له من العمر حوالي ثلاثين عاما. وكان يجب أن لا يستشير عثمان ، وعمر ، وأم أيمن ، ولا غير هؤلاء ممن أسنّوا وتكاملت عقولهم .. مع اعتراف العسقلاني بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد استشار هؤلاء أيضا.
نعم ، لقد كان على النبي «صلىاللهعليهوآله» ـ حسب منطق العسقلاني ـ أن يذهب إلى الشارع ويأتي بمجموعة أطفال ، ويطرح عليهم مشكلته ، ليضعوا لها الحلول المناسبة!!
ولكان يجب أن ينال هؤلاء الأطفال درجة النبوة والولاية العظمى ، وقيادة الجيش ، ومناصب القضاء .. وغير ذلك من المناصب والمقامات!!
ولو صح ما ذكره فقد كان اللازم : أن يستشير الأطفال في أهم الأمور العامة أيضا ، ليستفيد من صفاء ذهنهم ، وسلامة فطرتهم ، مع اعتراف العسقلاني بأنه «صلىاللهعليهوآله» كان يستشير في الأمور العامة ذوي الأسنان من أكابر الصحابة!! (١).
١١ ـ زيد بن ثابت :
لقد وقع في رواية الطبراني ، عن ابن عباس : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد استشار زيد بن ثابت في أمر عائشة (٢).
فقال : «دعها فلعل الله يحدث لك فيها أمرا».
ولكن ذلك غير معقول ..
أولا : إن رواية ابن عمر تقول : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يكن
__________________
(١) فتح الباري ج ٨ ص ٣٥٧.
(٢) المعجم الكبير ج ٢٣ ص ١٢٣ و ١٢٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٣٧.