الحجاب على الفرض ، فمتى كان سعد موجودا في قضية الإفك؟! .. وكيف يكون فرض الحجاب مؤيدا لوجوده؟ بل هو مؤيد لموته كما هو ظاهر.
ثالثا : قد ثبت أن ابن عمر كان ممن شهد المريسيع ، والمفروض أن الخندق كانت أول مشاهده ، فلابد أن تكون المريسيع بعد الخندق ، والمفروض أن سعد بن معاذ قد مات بعد الخندق وقريظة مباشرة.
توجيهات لا تصح :
أ ـ وقد حاول العسقلاني : أن يجيب على هذا باحتمال أن يكون قد حضرها دون أن يشترك في القتال ، إذ لا ملازمة بين شهوده وبين أن يكون قد أجيز بالقتال ، كما ثبت عن جابر أنه كان يمنح أصحابه الماء في بدر ، مع الاتفاق على عدم شهوده بدرا (١).
ولكنها محاولة فاشلة ، إذا أن التعبير بشهد غزوة كذا إنما يعني شهود قتال ، لا مجرد حضور ، هكذا اصطلح وتعارف عليه الرواة والمؤرخون في تعبيراتهم ، وصرف اللفظ عن هذا المعنى يحتاج إلى شاهد ، وهو مفقود ، بل الشواهد قائمة على خلافه.
ب ـ وحاول عياض توجيه ذلك باحتمال أن تكون الخندق والمريسيع معا سنة أربع ، مع تقدم المريسيع على الخندق (٢).
ونقول : إن هذا مخالف لأقوال جل المؤرخين ، كما أنه يصطدم بقضية فرض الحجاب في سنة خمس بعد قريظة ، لأنهم يقولون : إن الإفك كان بعد
__________________
(١) راجع : فتح الباري ج ٨ ص ٣٦٠.
(٢) فتح الباري ج ٨ ص ٣٦٠.