فرض الحجاب ، وهو يصطدم بقضية شهود ابن عمر للمريسيع ، وغير ذلك مما تقدم وسيأتي بيانه.
ج ـ قد احتمل البيهقي : أن يكون جرح سعد لم ينفجر بعد قريظة مباشرة ، بل تأخر إلى ما بعد المريسيع ، ولم يشهدها بسبب جرحه ، وبعدها ، وبعد قضية الإفك ، ومراجعته لسعد بن عبادة انفجر جرحه ، فمات.
ونقول : إن مقتضى كلام البيهقي هذا هو : أن موت سعد قد تأخر عن قريظة إلى حوالي سنة ، أي من ذي القعدة إلى شوال تقريبا .. لأن المريسيع في شوال ، وكانت المراجعة والمحاورة بعدها بأكثر من شهر.
وكلام البيهقي هذا مما لا يوافقه عليه أحد ، ولا مبرر له إلا إرادة تصحيح ما ورد في الصحاح .. حتى لو اقتضى ذلك مخالفة كل النصوص والمسلمات التاريخية.
د ـ احتمل القطب الحلبي : أن يكون المراد سعدا آخر غير ابن معاذ ، بقرينة قولهم في بعض الروايات : «.. فقام سعد أخو بني عبد الأشهل ، وفي بني عبد الأشهل جماعة كلهم يسمى سعدا. فيحتمل أن يكون هو سعد بن زيد الأشهلي ..».
ورده العسقلاني : بأن ذلك مردود بالتصريح بسعد بن معاذ في رواية الزهري ، وغيره (١).
وبعد كل ما تقدم .. فإننا نعرف : أن الشواهد الدالة على موت سعد بن معاذ قبل المريسيع قوية جدا .. ولا أقل من كونه مشكوكا فيه.
__________________
(١) فتح الباري ج ٨ ص ٣٦٠.