نزلت قبل ذلك بعدة سنين ، فلا مانع من أن تحضرها أم رومان ، حتى لو فرض أننا صرفنا النظر عن الإشكالات الأخرى في الرواية.
ويتضح من جميع ما قدمناه عدم صحة قولهم :
إنها عاشت إلى ما بعد وفاة النبي كما يريد العسقلاني ، حتى يروي عنها ابن الأجدع .. ولذا يبقى الشك في حضورها قضية الإفك على حاله.
١٠ ـ أسامة بن زيد :
صريح روايات الإفك : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد استشار في أمر أهله أسامة بن زيد.
وإذا أردنا أن نأخذ بالرواية القائلة : بأنه إنما استشاره بعد وفاة أبيه زيد ـ وهي من روايات الإفك المتقدمة ـ فإننا نجد إجماع المؤرخين والرواة على أن زيدا أباه كان حيا في سنة ست ، وإنما قتل في غزوة مؤتة في سنة ثمان ـ وعلى هذا ـ فلابد أن يكون الإفك بعد وفاة زيد ، بينما تقول تلك الروايات المتقدمة إن الإفك كان سنة ست.
وإذا أردنا : أن لا نلتفت إلى التصريح بوفاة زيد آنئذ ، فإننا سوف نجد : أن أسامة نفسه حين الإفك المذكور في تلك الروايات لم يكن قد بلغ الحلم بعد.
بل يقولون : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يقعده على فخذه هو والحسن «عليهالسلام» ، الذي ولد في الثانية أو الرابعة من الهجرة (١). وهذا يدل على أن عمره كان حين الإفك في سنة ست أو خمس أو أربع كان أربع
__________________
(١) الطبقات لابن سعد ج ٤ ص ٤٣ وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ص ١١٤.