مارية ، وأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد حرّم مارية على نفسه ، بعد المحاورة التي جرت بينه وبين عائشة ، وبعد جزعهما ، وعتاب حفصة له في شأنها.
ويفهم أيضا من رواية الحاكم أن تكثير الناس على مارية قد كان بعد المحاورة المشار إليها بين النبي «صلىاللهعليهوآله» وعائشة.
سبب تحريم مارية :
وكل ذلك يجعلنا نطمئن إلى : أن سبب تحريم مارية هو ما ذكر من الشبهات حولها ، لا مجرد أنه وطأها في بيت حفصة أو عائشة.
ولا سيما بملاحظة : أن آيات التحريم ، في سورة التحريم ، تدل على : أن ما ارتكبوه كان أمرا عظيما جدا ، لا مجرد قول حفصة : «يا رسول الله في بيتي ، وعلى فراشي» ، فإن هذا كلام طبيعي ، وليس فيه أي إساءة أدب ، أو خروج عن الجادة ، ولا يستحق هذا التأنيب العظيم الوارد في الآيات.
وعلى هذا فإن الظاهر هو : أن آيات تحريم مارية التي في سورة التحريم قد نزلت في معالجة الشبهات التي أثارتها عائشة وحفصة حول مارية حينما حرمها النبي «صلىاللهعليهوآله» على نفسه لذلك ، وأما آية الإفك ، فنزلت في الإفك عليها أيضا.
دور عمر في قضية مارية تبرئة أو اتهاما :
ولقد احتمل بعض العلماء : أن عمر أيضا قد شارك في إثارة الشبهات حول مارية بالإضافة إلى حفصة وعائشة ، ومستنده في ذلك ما عند الطبراني وغيره ، حيث ذكروا رواية تضمنت أن ظهور براءة مارية كان على يد عمر ،