١٢ ـ عمى مسطح :
تذكر بعض روايات الإفك : أن مسطحا قد عمي ، وأن ذلك كان من جملة ضروب العقاب له ، لافترائه على أم المؤمنين عائشة (١).
ونحن لا نستطيع أن نقبل بهذا :
فأولا : إن ذلك لم يذكر في أي من كتب التاريخ والتراجم ، حتى الكتب التي خصصت لذكر العميان ، وشرح أقوالهم ، واستقصاء أخبارهم كنكت الهميان ، ومعارف ابن قتيبة ، وغير ذلك.
ثانيا : إن المؤرخين يقولون : إن مسطحا قد شهد حرب صفين ، مع سيد الأوصياء «عليهالسلام» ، ومات سنة ٣٧ للهجرة (٢).
وواضح أنه لو كان أعمى لم يشهد صفين ، لأن الأعمى لا يستطيع الحرب ، ولا يجيد الطعن والضرب.
ثالثا : قد عرفنا : أن بعض الروايات تقول : إنه لم يشارك في الإفك إلا في حدود أنه ضحك وأعجبه.
١٣ ـ حسان : الأعمى ـ الجبان ـ المشلول!!
أ ـ عمى حسان :
وأما عمى حسان ، الذي تقول عائشة : إنه العذاب العظيم له (٣) :
__________________
(١) إرشاد الساري ج ٧ ص ٢٥٧ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٠٥.
(٢) أسد الغابة ج ٤ ص ١٥٤ و ٣٥٥ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ ص ١٣٠ و ٤٩٥ ، وقالا : إنه هو الأكثر ، والإصابة ج ٣ ص ٤٠٨.
(٣) نكت الهميان ص ١٣٦ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٠٢.